هدفنا السعي إلى صُنع مرجع متكامل يحتوي على إستراتيجيات التدريس المختلفة ليتكون لدينا حقيبة إلكترونية تشمل كل ما يتعلق بموضوعاتنا حتى يتم الإستفادة منها بين طالبات كلية التربية بجامعة الدمام و كل من يريد الاستفادة من مواضيعنا.
إشراف د.ريم مغربي.

الأحد، 26 أبريل 2015

استراتيجية الذاكاءت المتعددة


نشأة الذكاءات المتعددة:

يعد الذكاء والعمليات العقلية أمران مترابطان ولهما علاقة مباشرة بالإدراك و الطلاقة و القدرة العددية و المعرفة والانتباه والذاكرة وكذلك الاستيعاب, فهنالك الكثير من الدراسات التي قامت بمحاولات لتفسير الذكاء, فمن أول هذه الدراسات دراسة العالم سبيرمان والتي فسرت الذكاء بطريقة بسيطة وسهلة حيث أن سبيرمان اعتقد بأن الأفراد يختلفون في القدرات العقلية التي لديهم.
وبعد ذلك أتى بعد العالم سبيرمان علماء آخرون منهم: ثيرستون وكاتل وجلفورد, وقد حاول هؤلاء العلماء تحديد هذه القدرات العقلية بتفاصيل ومميزات أكثر دقة, وبعد هؤلاء ظهر العالم ستيرنبرج وأتي بنظرية معتمدة على تحليل مكونات الذكاء وكذلك الأساليب التي يستخدمها الأفراد عندما يقومون بحل مشاكلهم, ولقد نظر العالم ستيرنبرج إلى أن السمات الرئيسية للذكاء يتوجب أن تبنى عليها النظرية المكتملة في الذكاء العملي وهو ذلك الذكاء الذي نقوم باستخدامه في مواقف الحياة اليومية والذي من الصعب قياسة لصعوبة إمكانية ضبط وحصر تلك المواقف اليومية للأفراد, وكذلك الذكاء الإبداعي والذي يعنى في انتاج حلول جديدة وغير مألوفة ومختلفة وغير متعارف عليها للمشكلات, لقد فتحت هذه النظرية مجال مفهوم الذكاء لتتناول مجالات لم يسبق للنظريات الأخرى تناولها.
ومن ثم ظهر العالم جاردنر والذي قام بوضع نظرية الذكاءات المتعددة والتي عمل فيها على تفسير الذكاء بطريقة مختلفة عن تفسيرات العلماء السابقين.


مرتكزات نظرية الذكاءات المتعددة:

إن نظرية الذكاءات المتعددة تقول في معناها بأن جميع الأفراد يولدون وهم يمتلكون قدرات عقلية وذهنية مختلفة عن بعضهم البعض في نسبها, فمنها القوي ومنها الضعيف والأضعف.
ولقد أحدثت نظرية الذكاءات المتعددة سببا آخر لإعادة النظر في الذكاء وكيفية قياسه والذي توضحه نظرية العامل العقلي QI، كما اهتمت النظرية بفهم الطريقة التي تبنى و تتشكل بها الإمكانات العقلية والذهنية للفرد.  وكانت استنتاجات العالم جاردنر الموجودة في كتابيه  (أشكال العقل البشرى ) و كتاب (إطارات العقل) تغالط القول بأن الفرد يمتلك ذكاء واحداً فقط ، بل إن الفرد يمتلك ذكاءات مستقلة مختلفة , يحتل كل منها مكاناً معيناً في دماغه، ولكل منها فكرة واضحه في عقله ، وطريقة مختلفة في تطبيقه وإظهاره.



أنواع الذكاءات المتعددة:

قدم العالم هوارد جادنر في كتابه "أطر العقل" سبعة أنواع رئيسية للذكاء, وفيما بعد حدد نوعا جديدا من الذكاء الطبيعي,
سنورد هنا وصفا لأنواع الذكاءات الثمانية التي حددها جاردنر:


أولا: الذكاء اللغوي (اللفظي):
ويطلق عليه أيضا الذكاء اللفظي, ويظهر هذا الذكاء في قدرة الفرد على التعامل مع الألفاظ, والمعاني , والكلمات, واستخدامها بكفاءة, شفهيا وكتابيا, كما يظهر في قدرة الفرد على البناء اللغوي سواء كان أصواتا أو معاني, كما يظهر أيضا في القدة على استخدام اللغة في محاولات الإقناع و التذكر, كما يظهر في استخدام اللغة بصفة عامة.
ثانيا: الذكاء المنطقي (الرياضي):
ويظهر الذكاء المنطقي أو الرياضي في القدرة على استخدام الأرقام أو السلوك المنطقي وأداة هذا الذكاء استخدام الرقم, ويتضمن هذا الذكاء الحساسية للنماذج, والعلاقات المنطقية (بما أن, إذن, السبب والنتيجة), ويشمل هذا النوع على عمليات التصنيف, الاستدلال, التعميم, اختبارالفروض, المعالجات الحسابية.
ثالثا: الذكاء البصري (المكاني):
ويسمى أيضا الذكاء الصوري أو الفضائي, والذي يعني قدرة الفرد على ملاحظة كل ما في العالم الخارجي بدقة شديدة وتحويله إلى مدركات حسية ملموسة وملاحظه, ويظهر الذكاء البصري في الصور والرسومات , ويبرز بشكل واضح في سن (9-10)سنوات, ويتضمن التصور البصري وتمثيل الأفكار, ويساهم في إدراك العلاقة بين الإحساس البصري والإدراك الواعي للأهداف, وإعادة بناء الأفكار, والتخيل, وإدراك العلاقات, والخطوط, وكذلك الفراغ.
رابعا: الذكاء الطبيعي (البيئي):
ويشير إلى قدرة الفرد على الاهتمام بالكائنات الحية المحيطة بنا, والقدرة على التعامل مع البيئة باحترام, ويعني أيضا القدرة على معرفة تصنيف النباتات والحيوانات والموضوعات المختلفة المرتبطة بالطبيعة، وأهمها: الحيوانات, علم الفلك, حفظ النظام, الطيور, علم النبات, الفراشات, مجموعة النجوم, الصحارى, السمك, الزهور, الأرض, الغابات, الزراعة, الأنهار, الحشرات, المحيطات, فصول السنة, الصخور.
خامسا: الذكاء الحركي (الجسمي - الجسدي):
ويشير إلى قدرة الفرد على استخدام أعضاء جسده للتعبير عن أفكاره مشاعره مثل: الممثلين والممارسين لألعاب الهواء, وسهولة استخدام اليدين في التشكيل, كما يبدو في أداء( الممثلين, النحاتين, الميكانيكيين, الجراحين) ويهتم هذا النوع من الذكاء بالتآزر والتوازن والقوة والمرونة والسرعة والاتقان.
سادسا: الذكاء الإيقاعي (الموسيقي):
يتيح الذكاء الموسيقي للأفراد تكون المعاني من الأصوات والتعبير عنها والتواصل مع الآخرين , ويحتاج هذا الذكاء إلى تدريب مكثف ويظهر عادة هذا الذكاء عند مؤلفين الموسيقى وخبراء السمعيات والصوتيات والعازفين ومهندسي الصوت.
سابعا: الذكاء الاجتماعي (البين شخصي):
ويطلق عليه الذكاء التفاعلي ويظهر في القدرة على ملاحظة وفهم الآخرين ومعرفة دوافعهم ورغباتهم, وكيفية أدائهم لأعمالهم وكيفية التعاون معهم واستيعاب حاجاتهم وملاحظة ومراقبة حالاتهم النفسية المختلفة, والتنبؤ بسلوكهم في المواقف الجديدة والقدرة على التمييز بين الطباع والمقاصد والدوافع والمشاعر, ويتضمن أيضا الحساسية لتعبير الوجه والصوت والإيماءات, ويتميز أصحاب هذا الذكاء بالعمل في مجموعات والقدرة على التأثير والتأثر فيها.
ثامنا: الذكاء الذاتي (الشخصي- التأملي):
يشير الذاتي الشخصي إلى القدرة على معرفة الذات والتصرف بطريقة مناسبة بناء على هذه المعرفة الذاتية بنفسه, ويتضمن هذا النوع من الذكاء صورة واضحة ودقيقة وصحيحة عن النفس, من حيث جوانب القصور والقوة والوعي بالحالة المزاجية , والنوايا والدوافع والرغبات, بالإضافة إلى القدرة على الضبط والتحكم الذاتي وفهم الذات وتقديرها.



الأسس العلمية لنظرية الذكاءات المتعددة:

إن نظرية الذكاءات المتعددة نتاج دراسات وأبحاث استغرقت حوالي ربع قرن من الزمن تم خلالها اجتماع جهود الكثير من الباحثين من اختصاصات مختلفة وفيما يلي اهم الميادين التي شملها البحث في نظرية الذكاءات المتعددة والتي تشكل الدعامة العلمية لهذه النظرية :

1. النمو الذهني للأطفال العاديين .
2. دراسة الكيفية التي تعمل بها القدرات الذهنية خلال الإصابات الدماغية وحدوث تلف في بعضها مايؤدي الى فقدان وظائف بعضها او تلفه .
3. دراسة تطور الجهاز العصبي .
4. دراسة جميع فئات الاطفال المختلفة .
5. دراسة انواع النشاط الذهني لدى مختلف انواع الحيوانات .
6. دراسة النشاط الذهني لدى مختلف الشعوب المتميزة بثقافة متنوعه .

خطوات استراتيجية الذكاءات المتعددة:

اولا : التنبيه 
يكون بالتهيئة والتمهيد ولكل نوع من انواع الذكاء اسلوب مختلف ففي نمط الذكاء البصري يقوم بالتنبه عن طريق الصور والخيالات والتصميمات والألوان.
ثانياً : التدعيم  
في هذه الخطوة يتم التعامل مع كل نمط من أنماط الذكاء وفهمها وكيفية التعبير عنها فمثلاً في نمط الذكاء البصري يعبر بالرسم، ومن المهم في هذه الخطوة تعريف المتعلمين بالاساليب والأنشطة التي ترتبط بالنمط ومايحتاج كل نمط من ادوات.
ثالثاً : التدريس  
التدريس بتطبيق أساليب وانشطة الذكاءات المتعددة.
رابعاً: التقويم  
يتم فيه تحديد مدى تحقيق أهداف كل من المعلم والمتعلم.


خصائص استراتيجية الذكاءات المتعددة:

1. الذكاءات متعددة وليست مفردة.
2. ان الانسان يمتلك جميع الانماط الثمانية متكاملة لا يعمل احدها دون الاخر.
3. يمكن للفرد تنمية انماط الذكاء من خلال الدافعية.
4. يمكن عن طريق هذه الانماط تحديد نوع الجنس البشري.
5. كل نمط من الذكاءات له مجاله الخاص لا يوجد ما هو أفضل.
6. كل نمط يحتوى على قدرات متفرعة مختلفة.
7. يمكن للفرد التعبير عن  اكثر من نمط و بأكثر من طريقة.
8. تقع انماط الذكاءات في مواقع مختلفة في المخ.
9. يختلف تطور انماط الذكاءات بين الافراد.


مميزات استراتيجية الذكاءات المتعددة

1. تساعد المعلمين في تصميم مناهج وتدريسها بطرق جديدة.
2. تقدم نموذج للتعلم بدون اسس معينة.
3. تنوع الاستراتيجيات حتى تسهل الطرق التدريسية لتصل إلى أكبر عدد من الطلاب.
4. تراعي الفروق الفردية.
5. تثير الدافعية لدى المتعلمين.
6. تنمية ممارسة التفكير الإيجابي
7. تنمي التواصل و روح العمل الجماعي مع باقي التلاميذ.


بعض النقاد يرى قصور في النظرية كالاتي :

1- انعدام الصحة والمنطقية في النظرية نتيجة عدم وجود اختبارات محددة لقياس الذكاءات المتعددة .
2- قيام النظرية بالتوسع في تعريف الذكاء اكثر من اللازم .
3- اعتماد صاحب النظرية في افكاره على المسببات والبديهة اكثر من الدراسات التجريبية .
4- جاردنر يرى عدم وجود تماثل بين الذكاءات اما في القيمة او الاهمية من مكان الى اخر والنقاد يرون العكس .
5-ا ن النظرية لا تعتبر جديدة فهي لا توضح فكر جديد للبناءات المتعددة للذكاء .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق